التلعليم عن بعد ليس الاتصال المرئي
وسائل التعليم عن بعد
نشهد هذه الأيام الحاجة للتعليم عن بعد ومحاولة المجتمع لمواكبة التقنية وخوض تجربة التعليم من خلال التقنية.  هنالك أساسيات يجب على الجميع فهمها ومراعاتها للاستفادة من التقنية واستهلاكها بشكل صحيح. التعليم عن بعد أو عن طريق الشبكة العنكبوتية الإنترنت هو عبارة عن وسائل وموارد بشرية تتفاعل مع التقنية لتبادل المعرفة بشكل رقمي وتشمل المستندات والمحتوى المرئي والصوتي.

 ما هي الوسائل   


فيما يخص الوسائل وعلى صعيد الطالب فإن الوسائل هي (الإنترنت – الأجهزة – الأدوات)، فبالنسبة للإنترنت فقد حققت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إنجازات غير مسبقة وعملت على الارتقاء بالأنترنت حتى أصبحت نسبة الأسر في السعودية التي لديها إمكانية النفاذ إلى الإنترنت أكثر من 92 في المئة بحسب التقرير الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء. ومعنى ذلك ان الإنترنت متاح ولا يعتبر مشكلة رئيسية ولكن قد يواجه البعض وخصوصا ذوي الدخل المحدود توفير تكاليف الانترنت السريع، مع العلم أن تكاليف توصيل الإنترنت الفايبر للمنزل في المملكة العربية السعودية تعتبر ما بين متوسطة ومنخفضة مقارنة بالدول والعالم المتقدمة. ولكن من الممكن دعم الطلاب بتوفير خصم خاص لهم يقدم من وزارة التعليم بالاشتراك مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، أو توفير شبكة خاصة بالتعليم يمكن الدخول لها مجانا عن طريق عنوان إنترنت بروتوكول كما هو الحال في باقات الأنترنت المخصصة.


أما بالنسبة للأجهزة فهي بالغالب متوفرة لاستخدامات الترفيه وهي أيضا مكلفة على البعض ولكن هناك حلول لها وبالإمكان توفيرها للطلاب مجانا وبدون أي تكاليف على الطالب أو الوزارة. يجب الاستفادة من التقنية بشكل صحيح و رقمنة جميع الكتب والمستندات التعليمية، مجرد تحويل الكتب الى رقمية ستوفر الوازرة تكاليف الطباعة الباهظة والغير مجدية في هذا الزمان. والأهم من ذألك ان تحديث المحتوى سيكون متزامن وفوري وبالإمكان خلق مسائل وأنشطة تفاعلية داخل الكتاب. باختصار تكلفة الطباعة والتعديل والتحديثات ونقلها وتوزيعها هو أكثر بكثير من تكلفة توفير جهاز لكل سنة محمله بالكتب ومتصلة بشبكة او نظام وزارة التعليم.


بما يخص الأدوات، فإن الواقع الذي نعيشه من تجربة التعليم عن بعد هو حقيقةً اشبه بالإتصال المرئي لا أكثر. الواجبات ترفع بشكل تقليدي والأنشطة أيضا بحلول تقليدية وباستخدام الكتاب والدفتر وتصوير الحلول والأنشطة وارفاقها. حين يقوم الطفل بحل الواجب بورقه وقلم لجميع الواجبات وتصويرها ومن ثم رفعها على المنصة، نكون بذلك قد فقدنا الجزء المفيد في التعلم عن بعد وهي رقمنة المعلومات وتحليلها وتهيئة الطالب للتعامل مع البرامج و الأدوات المتاحة في الحواسيب. من المهم خلق بيئة لتعليم الخط والكتابة التقليدية ولكن لا حاجة لها في بقية المواد الدراسية. وهنا نجد أن الأدوات هي بالفعل واحدة من أهم المشاكل الرئيسية التي نواجها لاستكمال هرم الوسائل. لذلك تعتبر الأدوات من برامج ومنصات وأنظمة وملفات تفاعلية المحرك الرئيسي لتبادل المعلومات بشكل رقمي بين الإنترنت والجهاز.


سأتحدث في المرة القادمة بإيجاز عن وصف الأدوات والحلول التقنية المتاحة والتي بالتأكيد تحتاج الى موارد بشرية مهيئة لمواكبة عصر التعليم عن بعد.

Author: 

Waleed Alnemer, CEO

صدور العدد السادس من مجلة مقاول
الهيئة السعودية للمقاولين